Add to Book Shelf
Flag as Inappropriate
Email this Book

النوران الزهراء والحوراء عليهما السلام : محاضرات الاستاذ السيد عادل العلوي: محاضرات الاستاذ السيد عادل العلوي

By الفتلاوي, علي, الشيخ

Click here to view

Book Id: WPLBN0003972083
Format Type: PDF eBook:
File Size: 1.92 MB
Reproduction Date: 10/1/2009

Title: النوران الزهراء والحوراء عليهما السلام : محاضرات الاستاذ السيد عادل العلوي: محاضرات الاستاذ السيد عادل العلوي  
Author: الفتلاوي, علي, الشيخ
Volume:
Language: Arabic
Subject: Non Fiction, Religion, السيرة
Collections: Islam, Authors Community, Religion, Literature, Most Popular Books in China, Favorites in India
Historic
Publication Date:
2009
Publisher: شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة
Member Page:

Citation

APA MLA Chicago

علي الفتلاوي, B. ا. (2009). النوران الزهراء والحوراء عليهما السلام : محاضرات الاستاذ السيد عادل العلوي. Retrieved from http://www.gutenberg.us/


Description
لله تعالى في كلّ آن يدٌ علينا، ومن أياديه وآلائه أن وفّقنا لكتابة محاضرات قيّمة ألقاها سيّدنا الفقيه الأستاذ السيّد عادل العلوي حفظه الله في بلاد الشام وفي جوار سيّدة الحرائر بعد أمّها، وعقيلة الطالبيين، وشريكة الإمام الثائر، وصاحبة النور الزاهر، السيدة زينب الكبرى عليها صلوات المصلّين وتحيّات العارفين، وكان مضمون هذه المحاضرات يقطر حُبّاً لفاطمة الشهيدة، وابنتها الرشيدة سلام الله عليهما ما بقي الليل والنهار، ويفوح عطراً بذكر اسمهما الشريف حيث توفّق السيد الأستاذ دام توفيقه للحديث عن سيّدة نساء العالمين، وبيّن فيه حجّيتها ومدى قربها من خالقها، فقال عنها وأحسن القول بأنّها سرّ الوجود وجامعة النورين والعلّة الغائية لعالم الإمكان، وغاص في بحر معرفتها حتّى خشينا عليه الغرق بين أمواج بحرها المتلاطم، إلاّ أنّه أثبت للحاضرين أهليّته، ودلّهم على أنه من أهل هذا الفن الذي عجز منه كثير ممّن، يدّعون العلم والمعرفة، فكان عميقاً في معرفتها وعارفاً بشخصها بأعلى درجات المعرفة الجمالية. ولكي تكتمل المعرفة وتتوطّد العلاقة مع حرائر أهل بيت العصمة عليهم السلام انعطف سماحة السيد الأستاذ إلى الحديث عن الشجرة المثمرة وفخر المخدّرات وسليلة الطهر والنقاء السيدة زينب الكبرى عليها السلام، فحلّق في سمائها ونثر لآلئه على ذكراها معرّفاً إيّانا مقامها ورفعتها وسموّ روحها وطهارة نفسها ورقيّ فكرها وسعة علمها وعصمة عملها، فظهرت شخصيّتها لتمثّل الامتداد الطبيعي لشخصيّة أمّها الزهراء عليها السلام فأنارت دروبنا كما أنارت أمّها ظلام سبلنا. ولكي تعمّ الفائدة وينتشر نور الزهراء والحوراء بادر صاحب السطور باستئذان أستاذه في إعادة نشر هذا العلم النافع، لتصل هذه النعمة إلى طالبيها، فتفضّل بالموافقة إلاّ أنّ ذلك لا يمكن إتمامه دون حصول الدعم والإسناد في طبعه وتكثيره، فهبَّ مركز الأبحاث العقائدية في قم المقدّسة كما هو ديدنه لإنجاح المشروع الثقافي في العتبات المقدّسة بتوجيه من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) في قم، لإعادة طبع الكتاب المبارك الموسوم باسم (النوران ــ الزهراء والحوراء) ليكون النشاط الرابع لمكتبة العتبة الحسينية المقدّسة في كربلاء، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم عمر العاملين المخلصين في خدمة الإسلام والمسلمين.

Excerpt
لقد ورد في الحديث الشريف المعروف بحديث المعراج: يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما( ). فالحديث عن المعاني السامية والمضامين العميقة في هذا الخبر الشريف إنّما يحتاج إلى مقدّمات حتّى يتبيّن من خلالها معنى هذا الكلام الأقدس، ويتبيّن أيضا مدى تطابقه مع الدليل العقلي فضلاً عن الدليل النقلي. ومثل هذا الحديث قد يثير التساؤلات الكثيرة في نفوس الذين لا يستطيعون هضم هذه المعاني. فلذلك نصح بعض الأعلام أن لا تطرح مثل هذه العناوين، ولكنّي ذكرت له من الحجج التي تدفعني إلى التعريف بمقامات أهل البيت عليهم السلام ولابدّ من معرفتهم بمعرفة جمالية، وفي هذا يتمّ لنا بيان ما لدينا من عقائد حقّة مبنيّة على الأدلّة العقلية والنقلية، ولا يهمّنا الردود السلبية التي تصدر من البعض فإنّها لا تشكّل مانعاً شرعيّاً( )، فهي غاية ما تكون اتّهامات لا معنى لها ولا تستحقّ الردّ. وعلى كل حال لا أريد أن أشغلكم بهذا، فإنه من المسلّم أن من يزداد معرفة يزداد كمالاً وخضوعاً وأدباً، فلو دخل علينا رجل كبير السنّ فإنّنا نحترمه ونوقّره من باب وقّروا كباركم، وإذا عرفنا أنّ هذا الرجل الكهل هو أحد مراجع التقليد فإنه بلا شكّ يزداد احترامنا وتوقيرنا له ومحبّتنا فيه وإطاعتنا إيّاه، ومن هذا المنطلق من عرف النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام بمعرفة جمالية، فإنه يزداد مودة وتعظيما وإطاعة، فيفوز بسعادة الدارين. فاليوم نتكلم عن سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام، وهذا من وحي المناسبة( )، ولأنّ محبّيها يعيشون أحزان ذكرى شهادتها فنقول: ثبت في محلّه أنّ الله سبحانه حكيم وعليم وقادر وجواد وحيّ، وله الأسماء الحسنى والصفات العليا، وإنّه الكمال المطلق، فلكلّ هذا خلق خلقاً، وخلق أرضاً وسماءً وما فيهما وما بينهما عن حكمة وعلم، فلم يكن خلقه لهذا الكون الكبير عبثاً. فإذن لابدّ أن نعرف سرّ هذه الخلقة، ونوجز هذا القول بكلماتٍ قصيرة فنقول: إنّه تعالى خلق الكون لنا وخلقنا لأجله، فنراه سبحانه قد سخّر لنا ما في السماوات وما في الأرض، لكي نصل إلى كمالنا الذي هو عبادة الله تعالى، فلذلك قال في آية من آيات الكتاب العزيز: ((وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))( ). ثم بيّن سرّ خلقة الإنسان بقوله عزّ وجل: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) ( ). أي ليعرفونِ. فإذن لابدّ لنا من عبادة المنعم لنتكامل بهذه العبادة، إلاّ أنّ هذه العبادة على أقسام؛ فمنها عبادة الأحرار؛ ومنها عبادة التجّار؛ ومنها عبادة العبيد( )، ولكن كلّها تؤدّي إلى كمال الإنسان، فالإنسان يتكامل وكلّ شيء في عالم الوجود ما سوى الله تعالى في سر تكاملي، فالنواة تتكامل حتّى تصير شجرة مثمرة والنطفة تتكامل، فكلّ ما في الطبيعة يتكامل، إلاّ أنّ كماله محدود ببداية ونهاية، إلاّ الإنسان فإنّ له بداية ولا نهاية لكماله، لأنّ منتهاه هو الله ومقام الفناء فيه سبحانه وهو لا نهاية له: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا))( ). ((وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى))( ).

 
 



Copyright © World Library Foundation. All rights reserved. eBooks from Project Gutenberg are sponsored by the World Library Foundation,
a 501c(4) Member's Support Non-Profit Organization, and is NOT affiliated with any governmental agency or department.